تعيش
مدينة الدار البيضاء المغربية يوماً إستثنائياً غداً السبت عندما تزحف
الجماهير الكروية نحو استاد محمد الخامس لحضور الديربي رقم 111 بين الوداد "
الجريح" والرجاء " المنتشي" .
ومن المعتاد أن تحمل هذه المباراة حوارا من نار ولا تخضع لمقاييس محددة..
وتطبع إستعدادات الناديين للديربي سرية تامة، حيث يسعى كل ناد إلى إخفاء
أسلحته التكتيكية والفنية التي سيعتمدها خلال مباراة الداخل إليها مفقود
والخارج منها مولود.
الوداد ينتظر هدية السنة
منذ أن خسر نادي الوداد نهائي كأس عصبة أبطال أفريقيا أمام الترجي التونسي
وخروجه من دور ربع نهائي كأس العرش وحصوله على نتائج سلبية في الدوري
المغربي وهو يجتر معاناة لا حصر لها، فمنذ الجولة الخامسة لم يذق طعم الفوز
حتى الجولة 12 التي فاز فيها على شباب الحسيمة ثم عاد وانهزم في الجولة 14
بهدف لصفر أمام حسنية أغادير المتواضع.
النتائج المتواضعة الوداد وضعته تحت ضغط نفسي رهيب، حيث لم يستطع فك شفرة
الإستعصاء الذي ضرب أطناب الفرسان الحمر (الوداد البيضاوي).. وتعقد
الجماهير الودادية آمالا كبيرة في أن تكون مباراة الديربي 111 أمام الرجاء
فرصة للمصالحة مع النتائج الإيجابية ووضع حد لمسار أقلق مكونات «القلعة
الحمراء».
دوكاستيل.. الهزيمة تساوي الرحيل
يوجد مدرب الوداد السويسري ميشيل دوكاستيل في وضع حرج، ذلك أنه معرض
للإقالة في حالة الهزيمة في مباراة الديربي، وكانت جماهير الفريق قد نادت
بإقالة المدرب السويسري على خلفية النتائج المتواضعة التي حصدها النادي،
فخلال المباريات السبعة الأخيرة لم يحصل فرسان الحمر إلا على سبع نقط من
أصل 21 نقطة المفترض الحصول على نسبة أكبر منها.. ويصنف النادي من أفضل
الأندية على مستوى اللاعبين المميزين، حيث تعطى للمدرب هامشا أكبر لإختيار
العناصر الملائمة خلال كل مباراة يجريها الوداد وتضع ذات المدرب أمام
إختيارات فنية وتكتيكية، ومع ذلك لم يستطع ميشيل دوكاستيل إيجاد توليفة
مناسبة تعطي الوداد مناعة ضد كل ما من شأنه أن يخرج الفرسان الحمر من سباق
اللقب على الدوري المغربي.
الرجاء بمعنويات مرتفعة
يدخل نادي الرجاء البيضاوي مباراة الديربي وهو يملك سبقا سيكولوجيا عن
غريمه التقليدي الوداد البيضاوي، الرجاء خلال ثلاث مبارياته الأخيرة عن
الدوري المحلي حقق نتيجة الفوز آخرها على شباب المسيرة.. هذه النتائج تعتبر
بمثابة وصفة علاجية تعطي مناعة إضافية للنسور الخضر (الرجاء البيضاوي)
وحصانة ضد الخوف من إعصار الوداديين.
وكان نادي الرجاء قد بدأ الدوري المغربي للمحترفين بداية غير موفقة كان من
نتائجها إقالة المدرب هنري ميشيل وتعويضه بالمدرب بيرتران مارشان الذي أخرج
الفريق من عنق الزجاجة وانتشله من الغرق، فمن الرتبة 13 بات الرجاء يحتل
حاليا المركز الثاني في سبورة ترتيب الدوري المحلي.. بل أصبح من الفرسان
المرشحة للفوز بلقب الدوري..
وينظر الرجاويون لمباراة الديربي أنها تكملة لمشوار إنطلق بعد مجيء الفرنسي
مارشان للإشراف على العارضة الفنية.. وأكيد أن النادي الأخضر لن يضع
الفرصة تضيع منه بحكم إستقرار وضعه والمعنويات المرتفعة التي تتمتع بها
عناصره.
الديربي الكلاسيكي بالأرقام
يبقى نادي الرجاء من حيث الأرقام أفضل من جاره الوداد، فقد حقق النسور طيلة
54 سنة من مواجهات الغريمين 34 فوزا مقابل 24 للوداد.. وتعادل الطرفان في
52 مواجهة، وانهزم الرجاء في 24 مباراة مقابل 34 هزيمة للفرسان الحمر..
وسجل خط هجوم الرجاء 91 هدفا مقابل 80 هدفا للوداد.
ويتمتع النسور الخضر من خلال هذه الأرقام بأفضلية عن غريمه التقليدي الوداد
وسيكون أفضل سيناريو لتوديع سنة 2011 هو تحقيق كل طرف نتيجة الإنتصار تمنح
الأمان المطلق لوضعيتهما في مشوار الدوري .